في تصريح أثار عاصفة من القلق داخل أروقة شركات الطيران والمطارات الأميركية، قال وزير النقل شون دوفي، الاثنين، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تتخذ قراراً “بإغلاق نظام الطيران المدني الأميركي بالكامل” إذا رأت أن استمرار إغلاق الحكومة يجعل السفر الجوي غير آمن. وأوضح دوفي، في مقابلة مع شبكة سي أن بي سي (CNBC) الأميركية، أن “السلامة تأتي أولاً، وإذا شعرنا بأن الوضع لم يعد آمناً، سنغلق المجال الجوي بالكامل، ولن نسمح للناس بالسفر”، مستدركاً بأن الولايات المتحدة “لم تصل إلى هذه المرحلة بعد، لكن هناك تأخيرات كبيرة بالفعل، والمخاطر تتزايد مع استمرار الشلل الحكومي”.
ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه قطاع الطيران المدني الأميركي ارتباكاً غير مسبوق منذ بداية إغلاق الحكومة الذي يدخل أسبوعه الثالث، ما أدى إلى إلغاء أكثر من 27 ألف رحلة داخلية ودولية خلال الأيام العشرة الماضية، وفق بيانات موقع فلايت أوير (FlightAware) المتخصص بتعقّب الرحلات الجوية. وبحسب تقرير أوردته رويترز، اليوم الاثنين، فإن عدة مطارات كبرى، مثل مطار جون كينيدي في نيويورك ومطار هارتسفيلد جاكسون في أتلانتا ولوس أنجليس الدولي، تواجه ضغطاً هائلاً بسبب نقص الموظفين، إذ لم يتقاضَ آلاف من العاملين في مراقبة الملاحة الجوية وأمن المطارات رواتبهم منذ أسابيع.
بدورها، أوردت “أسوشييتد برس” أن نقابة المراقبين الجويين وجهت نداء عاجلاً للإدارة الأميركية تحذّر فيه من أن “نقص الكوادر وتزايد ساعات العمل الإضافي يرفعان احتمال وقوع الحوادث في رحلات الطيران المدني بشكل خطير”. كما أشارت الوكالة إلى أن بعض المراقبين “اضطروا إلى النوم في سياراتهم قرب المطارات لتجنّب التأخير في نوبات العمل”. أما شركات الطيران، فتواجه خسائر يومية بملايين الدولارات. وبحسب تقرير نشرته “بلومبيرغ”، اليوم الاثنين، ألغت شركتا “أميريكان إيرلاينز” و”يونايتد إيرلاينز” معاً أكثر من 6000 رحلة خلال أسبوع واحد فقط، فيما أعلنت “دلتا إيرلاينز” أنها تخسر نحو 15 مليون دولار يومياً بسبب اضطرابات التشغيل وتعويضات الركاب.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر في إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) لشبكة سي أن أن (CNN) إن الوكالة تعمل “بطاقتها الدنيا” بعدما جرى تجميد تمويلها بالكامل، ما يعوق تحديث أنظمة المراقبة الجوية وبرامج تدريب الطيارين. وأضافت المصادر أن “الإغلاق الحالي يهدد بتقويض أحد أكثر أنظمة الطيران المدني أماناً في العالم”.
اقتصادياً، يحذر الخبراء من أن استمرار الشلل قد تكون له تداعيات مباشرة على النمو الأميركي. ونقلت “رويترز” عن الخبير الاقتصادي جيسون فورمان، المستشار السابق في إدارة أوباما، قوله إن “قطاع النقل الجوي يضخ أكثر من 1.5 مليار دولار يومياً في الاقتصاد الأميركي، وأي توقف طويل الأمد قد ينعكس سلباً على الناتج المحلي الإجمالي للربع الأخير من العام”.
